توجهات المجلس الأعلى لسلامة البيئة

الملخص التنفيذي :

• تعتبر سورية مهداً لحضارات عديدة توالت عليها عبر تاريخ يرجع إلى آلاف السنين. لقد سكن الإنسان هذه البقعة الخصبة من العالم العربي منذ القدم واستفاد من خيراتها. إلا أن هذا الاستثمار قد أدى إلى تبدل النبات الطبيعي وتراجع الحيوان البري في جميع أجزاء هذا الوطن سواء في الساحل أم في الداخل، في المناطق الجبلية أم في البادية.
تتميز سورية بتنوع طبوغرافي ومناخي وتنوع في التربة والنظم البيئية التي تؤوي أعداداً كبيرة من النباتات والحيوانات. فقد سجلت الدراسة الوطنية 3150 نوعاً من النباتات الوعائية، فيها 22 نوعاً من التريديات وعشرة أنواع من عاريات البذور و 3118 نوعاً من مغلفات البذور. كما سجلت 2500 نوع من الحيوانات البرية، 62% منها حشرات و 15% طيور و 6% زواحف و 5% ثدييات والباقي أحياء دقيقة ولافقاريات.
بدأ تدجين النباتات وزراعتها في غرب آسيا منذ أكثر من عشرة آلاف سنة، و اكتشف منذ ذلك التاريخ عشرات الأنواع النباتية الاقتصادية المفيدة للإنسان وحيواناته المدجنة. ونقل الإنسان هذه النباتات المزروعة لتصبح محاصيل عالمية ذات أهمية اقتصادية استراتيجية.
تعتبر سورية مركز تنويع حيوي زراعي هام للمحاصيل الغذائية والعلفية والأشجار المثمرة. من أهم هذه النباتات المزروعة القمح والشعير والعدس والحمص والجلبانة والزيتون واللوز والأجاص والخوخ والنفل والبرسيم والنباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة. وتعتبر هذه النباتات تراثاً وأساساً للمزروعات في سورية والعالم.
• يقدر عدد سكان سورية بحوالي سبعة عشر مليون نسمة ينمو بمعدل سنوي قدره 2.7 % مما يؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة على البيئة والتنوع الحيوي. فقد نفذت سورية خططاً طموحة هادفة في زيادة الإنتاج الزراعي لتلبية حاجات السكان المتزايدة، مما نتج عنه تدهور في البيئة وخاصة في المناطق الهامشية والجافة من البادية التي تتعرض لموجات الجفاف.